عائشة* ربة منزل وأم لأربعة أطفال تقطن إحدى قرى الريف الشمالي لمدينة تعز. في الأزمات، تتضاعف الاحتياجات في القرى بشكل خاص نتيجة لشحة دخل الأسر هناك.
تعمل عائشة على تدبير شؤون منزلها والاعتناء بأطفالها بما تيسر من إمكانات “زوجي فيبه حالة نفسية وجالس في البيت لا شغل ولا مشغلة”. فالوضع المعيشي الذي تشهده البلاد والعوز الذي أصاب بعض أرباب البيوت دفع بهم إلى الدخول في اضطرابات نفسية قهرية.
تقول عائشة إن عائلتها تعتمد على المعونات الإغاثية التي توفرها منظمات الأمم المتحدة، لكن ذلك يقتصر فقط على المواد الأساسية “نعيش من الإغاثة وعم أولادي يساعدنا بما تيسر في توفير الأشياء الأخرى”. وأكدت أنها تشعر بالعجز كونها لا تستطيع توفير أبسط الحاجيات أو توفير الأدوية لزوجها المريض. كما ترى أنها وعائلتها يشكلون عبئا على أخ زوجها “ثقلنا على عم الأولاد في المصاريف وعلاج زوجي ماقدر اجيبه”.
وقد أدى استمرار الحرب وما رافقها من أزمة اقتصادية وارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى تدهور الحالة الإنسانية على نحو مروع. وقال مسؤول أممي رفيع، في أغسطس المنصرم، إن منع حدوث المجاعة في اليمن أولوية قصوى، مشيرا إلى أن أكثر من 20 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة من بينهم 5 ملايين شخص على حافة المجاعة والأمراض المصاحبة له.
تقول عائشة إنها وبمجرد سماعها عن المساحة الآمنة القريبة من قريتها “رحت المساحة وكلمتهم عن حالتي ومرض زوجي، فدرسوا حالتي وتفاعلوا معي”. وأضافت أن المساحة قامت بتوفير أدوية لزوجها، الذي يعاني من حالة نفسية، لمدة ٦ أشهر على الفور.
وتابعت “كلموني بعدها انه بيسجلوني بدورة اتعلم واتعيش منها وأوفر حاجيات أولادي واوديهم المدرسة”. والتحقت عائشة بدورة تمكين في خلايا العسل “درسنا كيف نعتني بالنحل ونتعامل معها، وجابوا لنا من خمسة أعواد نحل، مدخنة وغذاء وأدوية لها”.
وأضافت “أملك الآن مصدر رزق يحفظ ماء وجهي، وآمل أن أحصد ثمراته قريبا”. فالموسم الأول الذي أدركته عائشة منحها خليتي عسل جديدتين إضافة إلى الخلايا الخمس “كان حظي المرة السابقة ولدي والموسم هذا بعد أسابيع ان شالله يعملوا كل الأعواد عسل؛ الآن صار معي رأس مال سبعة أعواد نحل”.
وأكدت عائشة أن المساحة تتابع مشاريع خلايا المستفيدات عبر النزول الميداني وتوفير الأدوية للنحل. وأضافت “أنا سعيدة بتوفير الدواء لزوجي، وأطمح خلال الموسم القادم بحصد ثمرة المشروع عبر بيع العسل ومساعدة عائلتي”.
عائشة تقول إن أولوياتها حاليا “مصاريف البيت وتدريس الأولاد، مواصلة علاج زوجي، وأتمنى أبني خزان مياه في القريب العاجل”.
عائشة واحدة من عدة مستفيدات في مشروع خلايا العسل الذي تنفذه المساحة الآمنة في الأغوال التابعة لمنظمة ديم للتنمية، وهو مشروع جديد ويحتاج إلى أشهر لتبدأ آثار التمكين بالظهور، حيث تعد مردوداته قيمة على المستفيدين وتتضاعف تباعا.
*الاسم مستعار حفاظا على الخصوصية
Leave A Comment