في المجتمعات الريفية، تضاعفت تبعات الحرب على المواطنين بشكل خاص. فهنا تضطر النساء للقيام بأشغال شاقة للمساعدة في إعالة أسرهن، حيث يقمن بجلب المياه من مناطق بعيدة، ويشتغلن في الرعي والاحتطاب، خصوصا أن بعضهن يجدن أنفسهن فجأة العائل الوحيد لتلك الأسر.
هالة*، امرأة أربعينية وأم لخمسة أطفال، تزوجت في سن الثامنة عشرة لمدرس اكتشفت لاحقا أنه يعاني من حالة نفسية، ضاعفتها الأوضاع الراهنة. لقد وجدت نفسها مسؤولة عن زوج مريض وأطفال صغار. وقد سبب هذا لها صدمة نفسية زاد الأمور سوءا.
كانت تظن أنها سترتاح أخيرا بزواجها، لكن فصلا جديدا من المعاناة كان في انتظارها. تقول إنها تقوم بالإضافة إلى جلب الماء، رعي الأغنام وشغل المنزل، كانت تقوم بجمع الحطب وبيعه لتوفير مصاريف المنزل وقيمة أدوية لزوجها المريض. في البداية، كان راتب زوجها الحكومي يساعد العائلة في توفير الاحتياجات الضرورية، لكن ومع اندلاع الحرب، انقطع الراتب وزادت أوضاع البلاد الاقتصادية سواءا.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فقد تعرضت إحدى بناتها أيضا لحالة نفسية على إثر وضع العائلة وصدمة تعرضت لها. كانت الضغوط أكبر من أن تتحملها هالة، وكان الاكتئاب يداهمها خصوصا عندما لا تستطيع توفير قيمة الأدوية. في خضم هذا الوضع والضغوط المحيطة، فقد ظلت تصارع وحيدة، من دون مساعدة أحد.
كانت هالة في انتظار انفراجة، ولو بسيطة، لتخف عنها تلك الضغوط، وترتاح لبعض الوقت. في تلك الغضون، كان أهالي قريتها يتحدثون عن المساحة الآمنة التابعة لمنظمة ديم للتنمية، بينما تمر متطوعات التوعية على القرى يعرضن خدماتها المتوفرة على النساء والفتيات.
فور وصولها إلى المساحة، كانت على موعد مع جلسات دعم نفسي فردي، كان له دور كبير في تغلبها على الضغوط النفسية، ونوبات القلق والاكتئاب التي ظلت تلازمها لسنوات طويلة. كما جرى إحالتها إلى خدمة الطبيب النفسي، حيث قامت بإحضار زوجها لتلقي العلاج مجانا لمدة ستة أشهر شكلت فارقا في حالته الصحية. تقول إنه عاد مجددا للاندماج في المجتمع، والعودة تدريجيا لحالته السابقة.
ولمساعدتها في تحسين حالتها المادية، جرى إحالة هالة إلى التمكين الاقتصادي عبر ضمها لدورة تدريبية في تربية ورعاية النحل. حيث حصلت على عدد خمس خلايا نحل لتبدأ مشروعها الخاص كمصدر دخل لتوفير احتياجات عائلتها. لقد تمكنت هالة من امتلاك مصدر دخل لمساعدة عائلتها وحفظ كرامتها، بعد علاج زوجها المريض
Leave A Comment